يعتبر ضرس العقل أحد المشكلات الصحية التي تشكل معاناة كبرى للأفراد، فهي من الأمور الحساسة التي تؤثر على صفحة الفم بشكل عام، إذ هي تجعل الفرد يعيش حالة من الآلام التي تشتد بمرور الوقت، وهذا الألم يحدث نتيجة عوامل كثيرة، والتي تعبر عن حدوث مشاكل صحية يلزم التعامل معها قبل إلحاق الضرر بالأسنان المجاورة، وحتى ينتهي هذا الكابوس مثلما يقول البعض فسوف نتناول كافة التفاصيل المتعلقة بألم ضرس العقل، فتابعونا.
ما هو ضرس العقل؟
ضرس العقل المعروف باسم “الضرس الثالث” هي تمثل آخر مجموعة من الأسنان في الفم التي تنمو في وقت محدد، وتقع هذه المجموعة في الجزء الخلفي من الفك العلوي وأيضًا السفلي، والتي تعزز من ظهور المشكلات الصحية عند النمو في المراحل العمرية المختلفة، وتلك المشكلات تتشكل على هيئة آلام مزعجة أو حتى تعزز من الإصابة بالعدوى.
ويبدأ ظهور ضرس العقل في مرحلة البلوغ تحديدًا ما بين 16 حتى 25 عامًا، ولكن هذا يقتصر في بعض الحالات فقد يظهر في مرحلة الشيخوخة أي فيما فوق الأربعين، وهذا يرجع وفقًا لتوقيت ظهوره فقد لا يتمكن من رؤية ضرس العقل بشكل كامل، ليُعتبر بدوره مفقودًا أو مدفونًا وهذا يؤثر على سلبًا على الأسنان المجاورة وصحة الفم بشكل عام.
أسباب ألم ضرس العقل
ويبقى السؤال الأهم” ما هي الأسباب التي وراء ألم ضرس العقل”، فهي من الأسئلة الأكثر شيوعًا فمن المعروف ليس هناك أعراض دون وجود أسباب لها، فمن خلال معرفة الأسباب يتمكن الفرد من إيجاد الوسيلة المناسبة للعلاج، وتتعدد أسباب ألم ضرس العقل ولكن أبرزها هي:
- الأسنان المنطوية ” المحجوبة”
أحيانًا ما يحدث ألم ضرس العقل عندما لا يكون هناك ما يكفي من المساحة في الفك، أو إذا كان مسار نموه في وضع غير صحيح أثناء البروز، فبالتالي هذا يؤدي إلى انضغاط الأسنان لتُشكل ألمًا شديد نتيجة فقدان الضرس القدرة على الخروج على نحوً طبيعي.
- الإصابة بالعدوى
يعزز ألم ضرس العقل من حدوث التهابات لثوية بفضل دخول البكتيريا أو الفيروسات التي تزيد من تهيج الأنسجة المحيطة بضرس العقل، وهذا يطلق عليه Preicoroitis وتكون هذه الحالة شائعة والتي يكون فيها الضرس بارز جزئيًا.
- تكوين الكيسات
بعض الحالات التي تعاني من ألم ضرس العقل قد تتشكل عندها كيسات حول جذر الضرس المحجوب، والذي يعقبه زيادة للألم، والذي يعزز من تلف الفك والعظام.
- آلام اللثة والعظام
عقب حدوث تكوين الكيسات المسبب لألم ضرس العقل الذي يُحدث إنضغاط للأسنان الأخرى ما يسبب آلام اللثة والعظام وبالتالي يعزز من حدوث إلتهابات وتسوس أو وجود خراج وغيرها.
ما هي أعراض ألم ضرس العقل؟
يتلازم مع ألم ضرس العقل الكثير من الأعراض، و تلك الأعراض قد تشير إلى مؤشرات مرضية وفقًا من أي يأتي مصدر الألم، وقد أثبت حديثًا عن ألم ضرس العقل أصبح مرتبطًا بأماكن أخرى في الجسم، ومن أبرزها:
- آلام المنطقة المصابة
فور ظهور ضرس العقل يبدأ حدوث الألم حول المنطقة، ولكن بمرور الوقت يلازم الفرد معاناة صعبة نتيجة تزايد الألم الذي يصيب الفم والفك وأيضًا يصل إلى اللثة والعظام المحيطة
- تورم اللثة
يلعب التهاب اللثة دور في ألم ضرس العقل، إذ تلك المنطقة تكون معرضة للإصابة بالعدوى التي تؤدي إلى تهيج واحمرار الجلد خاصةً عند اللمس.
- صعوبة المضغ
بسبب ألم ضرس العقل قد تواجه صعوبة في مضغ الطعام أو الشراب نتيجة للتورم والألم الحادث.
- التعب العام
يمكن أن يؤدي ألم ضرس العقل إلى إنضغاط في الجوانب المحيطة للأسنان، ليحدُث على أثره صداع متزامن معها آلام في الرأس، ومن الوارد أن يصل الأمر إلى فقدان التركيز نتيجة لتسبب الألم بنوعً من الالتهابات الفموية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث استجابات مناعية في الجسم، فبالتالي يكون الجسم عرضة للإصابة لفقدان التوازن.
تشخيص ألم ضرس العقل
يتطلب تقييم ألم ضرس العقل تقييمًا دقيقًا من جانب الطبيب، إذ يمكننا التقييم من اكتشاف المشاكل الصحية المتعلقة بالضرس وعوامل الخطر المحتملة الذي يكون الفرد عرضة للإصابة به، وثُبت حديثًا أن هناك طرق جديدة للقيام بالتشخيص وأهمها يتمثل فيما يلي:
- التاريخ الطبي
عند شعور المريض بألم ضرس العقل يجب التوجه إلى الطبيب الذي يباشر في إجراء الفحوصات مع تضمين بما في ذلك أسئلة من خلالها يستطيع الطبيب التعرف على حجم الألم ومدته، بالإضافة إلى أي أدوية أو علاجات قد قام المريض باستخدامها خلال تلك المدة.
- الفحص السريري
يتضمن هذا الإجراء بالقيام بفحص شامل ودقيق للفم والفك من خلال الكشف عن وجود التهابات في اللثة أو الأسنان مع إعداد إختبار لمكان الألم عن طريق الضغط في منطقة الضرس.
- الأشعة السينية
تعتبر الأشعة السينية من الطرق الطبية الفعالة في فحص ألم ضرس العقل، والذي من خلاله نستطيع رؤية صورة واضحة عن وضع الضرس من خلال تحديد إذا كان هناك حاجة لإزالة الضرس أم لا، بالإضافة إلى تمكننا من تقييم الوضعية لموضع ضرس العقل الذي يساعد بدوره الطبيب في التخطيط لإجراءات الإزالة الجراحية.
ما هي فوائد ضرس العقل
على الرغم أن ألم ضرس العقل يخلق متاعب صحية للمريض، إلا أن له فوائد صحية لا يدركها الكثير، وتتمثل تلك الفوائد فيما يلي:
- دعم الأسنان المحيطة
يعمل ضرس العقل كعامل داعم للأسنان الأخرى للجزء الخلفي من الفم، إذ أنه يعزز من ثبات وقوة الأسنان بشكل عام وبالتالي تساعد هذه الوظيفة في المحافظة على الهيكل الطبيعي للفكين.
- تحسين وظيفة المضغ
يساهم ضرس العقل في تحسين فعالية المضغ الذي يعزز من هضم الطعام بشكل أفضل من خلال تحطيم جزيئات الطعام بشكل أكثر كفاءة.
- المحافظة على صحة الفك
إذا ضرس العقل يسبب ألم حيال ظهوره، فمن خلال ذلك يساعد على تقوية عظام الفك ضد هشاشة وضعف العظام في المنطقة.
- تجنب مشاكل تقويم الأسنان
في أغلب الحالات، يعزز ضرس العقل من عدم حدوث مشاكل تقويمية للأسنان، أو وجود مسافات بين الأسنان وفي إطار الحديث عن الأسنان المجاورة يمكن أن يسهم أيضًا في تحسين النطق عبر توفير الدعم اللازم للفك.
خيارات علاج ألم ضرس العقل
دائمًا ما يدفع الذين يعانون من ألم ضرس العقل إلى اللجوء إلى خيارات علاجية، والتي تتعدد فيما بينها ولكن قد قد تم التوصل إلى طرق أكثر حداثة بفضل تطورات العصر، والتي تتمثل فيما يلي:
- العلاج الدوائي
هناك أدوية مسكنة لألم ضرس العقل مثل المضات الحيوية بأنواعها التي تعمل على تقليل الالتهاب والألم، ويلزم تحديدها من جانب الطبيب لإنها تختلف من حالة لأخرى.
- العلاج الجراحي
إذا زاد ألم ضرس العقل وأصبح أكثر شدة يلجأ المريض إلى إجراء عملية استئصال ضرس العقل التي تُجرى تحت التخدير العام أو الموضعي، حيث يقوم الطبيب بإزالة الضرس إذا كان مدفونًا أو ظاهر بشكل جزئي من خلال شق اللثة لإزالته.
- العلاج المنزلي
أحيانًا يمكن أن يتخلص المريض من معاناة ألم ضرس العقل خلال استخدام الطرق العلاجية المنزلية التي لها دور فعال في تخفيف الألم والالتهابات، وتتمثل تلك الطرق في:
- غرغرة بالماء والملح.
- استخدام الكمادات الباردة.
- زيت القرنفل.
- الزنجبيل والثوم.
نحن ندرك تمامًا أن ألم ضرس العقل المسبب للأوجاع الفموية يمكن أن تكون مزعجة للغاية، وذلك نجده عبر تجارب الآخرين المؤلمة، ولكن مع المعرفة الصحيحة لمحاور الموضوع يمكن إدارة الألم بفعالية كبرى مثلما تعرفنا على الأسباب والأعراض والخيارات العلاجية المناسبة لضرس العقل، لذا لا تتردد في تشاركنا تجاربك حتى تكون مصدر إلهام للآخرين.