أخطر أعراض التهاب الأعصاب الطرفية وطرق العلاج المجربة في المنزل

جهاد محمد البلتاجي

أخطر أعراض التهاب الأعصاب الطرفية وطرق العلاج المجرب في المنزل

التهاب الأعصاب الطرفية هو خلل يصيب الأعصاب المسؤولة عن الإحساس والحركة خارج الدماغ والنخاع الشوكي، ويظهر غالبًا في صورة تنميل، وخز، ضعف في العضلات أو ألم مستمر في اليدين والقدمين، وقد يؤدي إهماله إلى مضاعفات أكثر خطورة كفقدان الإحساس أو حتى القدرة على الحركة، وهذا يستدعي العلاج أوالتدخل العلاجي المبكر، وتنتشر هذه المشكلة بشكل عام، لا سيما بين مرضى السكري وكبار السن، إذ تسبب معاناة يومية قد تعيق الفرد عن ممارسة أنشطته المعتادة.

التهاب الأعصاب الطرفية

التهاب الأعصاب الطرفية ” اعتلال الأعصاب المحيطية” هو اضطراب يحدث نتيجة تلف الأعصاب التي تنقل الإحساس والحركة من الدماغ والنخاع الشوكي إلى باقي أجزاء الجسم، وتسبب أعراضًا مثل التنميل، والخدر، والألم، خاصة في اليدين والقدمين، ويعد هذا الالتهاب مشكلة شائعة قد تنتج عنه أسباب متنوعة مثل أمراض مزمنة أو العلاجات الطبية المكثفة من حيث:

  • يؤثر على الأعصاب الحسية “المسؤولة عن الإحساس بالحرارة أو اللمس”، والحركية “المتحكمة بالعضلات”، وأحيانًا اللاوعية “المتحكمة بوظائف مثل الهضم ومعدل ضربات القلب” .
  • يؤدي إلى أعراض متنوعة مثل الألم الحارق، الوخز “مثل الإبر”، والخدر، التي غالبًا ما تتفاقم أثناء الليل .
  • تشمل أسباب الإصابة أمراضًا مثل السكري، والكلى والكبد، والتعرض للسموم أو العلاجات الكيماوية، بالإضافة إلى الإصابات المباشرة بالضغط على الأعصاب .

 أنواع التهاب الأعصاب الطرفية

يختلف نوع التهاب الأعصاب الطرفية بناءً على نوع العصب المتأثر، وعدد الأعصاب المصابة، وكذلك طبيعة المرض المسبب، وهذا التنوع يُفسر اختلاف الأعراض بين مريض وآخر، وهذا يتحدد وفقًا للتالي:

1- بحسب وظيفة العصب المصاب

  • يصيب الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالحرارة، الألم، اللمس والاهتزاز.
  • يتسبب في تنميل، خدر، وخز، أو ألم حارق خاصةً في اليدين والقدمين.
  • الأعراض تزداد شدة أثناء الليل.
  • يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية.
  • يؤدي إلى ضعف في العضلات، صعوبة في المشي، تقلصات، وسقوط متكرر.
  • يظهر غالبًا في الأطراف السفلية، ويتفاقم مع الجهد.
  • يشمل الأعصاب التي تنظم وظائف الجسم اللاإرادية كالهضم، ضربات القلب، وضغط الدم.
  • يسبب مشكلات مثل: عدم انتظام نبضات القلب، اضطرابات التعرق، انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، وصعوبة في الهضم أو التبول.

 2-بحسب عدد الأعصاب المصابة

  • يصيب عصبًا واحدًا فقط.
  • أشهر أمثلته: متلازمة النفق الرسغي (عصب اليد)، أو عصب الساق الخلفي (عصب الشظية).
  • أسبابه تشمل الضغط، الإصابات، أو الالتهابات الموضعية.
  • الشكل الأكثر شيوعًا.
  • يُصيب الأعصاب على الجانبين بالتساوي، غالبًا بالأطراف السفلية أولًا ثم العلوية.
  • شائع لدى مرضى السكري، مرضى نقص فيتامين B12، والمصابين بالفشل الكلوي.
  • إصابة عدة أعصاب غير مرتبطة ببعضها.
  • يُسبب أعراضًا مختلفة في مناطق متفرقة من الجسم.
  • غالبًا ما يكون ناتجًا عن أمراض مناعية، مثل الذئبة أو التهابات الأوعية الدموية.

3- بحسب نوع الألياف العصبية المتأثرة

  • يُصيب الألياف الدقيقة المسؤولة عن الإحساس بالألم والحرارة.
  • يسبب ألمًا حارقًا مزمنًا، وخدرًا خفيفًا، مع حساسية مفرطة للمس أو الحرارة.
  • أحيانًا يُصاحب بخلل في الجهاز العصبي الذاتي.
  • يحدث بسبب التهابات في الأوعية الدموية المغذية للأعصاب.
  • حالة خطيرة قد تؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب إن لم تُعالج بسرعة.
  • يُصيب عادة المرضى المصابين باضطرابات مناعية مزمنة.

إقرأ أيضًا: مرض الروماتيزم : الأنواع – الأسباب – الأعراض-العلاج

أسباب التهاب الأعصاب الطرفية

تتعدد أسباب التهاب الأعصاب الطرفية وتختلف من حالة لأخرى، لكن يظل العامل المشترك بينها جميعًا هو تأثيرها المباشر على كفاءة الأعصاب الطرفية، وهذا يؤدي إلى ظهور الأعراض فمن المهم التعرف على هذه الأسباب بدقة، لأن علاج المشكلة يبدأ بفهم جذورها، وتشمل أبرزها:

  • مرض السكري: من أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يؤدي ارتفاع نسبة السكر المزمن في الدم إلى تلف تدريجي في الأعصاب الدقيقة خاصةً أعصاب القدمين.
  • نقص الفيتامينات: خصوصًا فيتامين B12، وB1، وB6، وهي فيتامينات ضرورية لتغذية الأعصاب، ويؤدي نقصها إلى ضعف قدرة العصب على نقل الإشارات.
  • الأمراض المناعية: مثل الذئبة الحمراء والتهاب الأوعية الدموية ومتلازمة غيلان باريه، والتي تهاجم فيها المناعة الذاتية أنسجة الأعصاب عن طريق الخطأ.
  • العدوى الفيروسية أو البكتيرية: منها فيروسات مثل HIV، أو الهربس النطاقي، وكذلك العدوى البكتيرية مثل مرض لايم، وكلها يمكن أن تؤثر مباشرة أو غير مباشرة على الأعصاب.
  • العلاج الكيماوي والإشعاعي: بعض العلاجات المستخدمة لمكافحة السرطان تؤثر على الأعصاب وتسبب ضعف أو تلف عصبي سواءً أثناء العلاج أو بعده.
  • السموم والمواد الكيميائية: مثل الرصاص والزئبق والكحول، فالتعرض المستمر لهذه المواد قد يتلف الأعصاب ويعوق وظيفتها.
  • الأدوية: بعض المضادات الحيوية أو أدوية القلب أو مضادات الفيروسات قد تؤدي إلى اعتلال الأعصاب كأثر جانبي.
  • الضغط العصبي المزمن أو الإصابة المباشرة: مثل الضغط على العصب في الرسغ أو الكوع أو نتيجة لحوادث تؤدي لقطع أو إصابة في الأعصاب الطرفية.
  • الوراثة: بعض أنواع التهاب الأعصاب الطرفية تكون ناتجة عن اضطرابات وراثية مثل مرض شاركو-ماري-توث، وتظهر مبكرًا في سن الشباب أو الطفولة.
  • أمراض الكلى والكبد المزمنة: حيث تتراكم السموم في الجسم وتؤثر على الأعصاب لعدم قدرة الجسم على التخلص منها بالشكل الطبيعي.

أعراض التهاب الأعصاب الطرفية

تظهر أعراض التهاب الأعصاب الطرفية بشكل تدريجي في الغالب، وتختلف حدتها من شخص لآخر بناءً على نوع الأعصاب المتأثرة ومدى التلف الحاصل، وقد تتراوح الأعراض بين تنميل بسيط إلى ضعف عضلي شديد، وتزداد وضوحًا في الأطراف خاصة اليدين والقدمين، وتشمل نوعين من الأعراض وهي:

أعراض التهاب الأعصاب الطرفية في الرجل

تعد القدمين والساقين من أكثر المناطق التي تظهر بها علامات التهاب الأعصاب الطرفية خاصةً لدى مرضى السكري، وتشمل الأعراض الشائعة:

  • شعور بالوخز أو الإحساس “بالإبر والدبابيس” خاصة أثناء الليل.
  • تنميل أو خدر يبدأ من أطراف أصابع القدمين وقد يمتد للساق.
  • ضعف في العضلات أو الشعور بعدم القدرة على تحريك القدمين بشكل طبيعي.
  • آلام حارقة في القدمين أو الكاحلين، وقد يشعر بها المريض حتى أثناء الراحة.
  • حساسية مفرطة تجاه اللمس، لدرجة أن مجرد لمس الغطاء قد يكون مؤلمًا.
  • صعوبة في الحفاظ على التوازن أو المشي، خاصة على الأسطح غير المستوية.
  • تقرحات في القدم أو تغير في لون الجلد نتيجة فقدان الإحساس.

أعراض التهاب الأعصاب الطرفية في اليد

قد تتأثر اليدين بنفس الصورة التي تتأثر بها الرجلين، لكن بشكل خاص يظهر هذا لدى من يستخدمون أيديهم بشكل متكرر أو يعانون من ضغط عصبي في منطقة المعصم، وتتضمن الأعراض:

  • تنميل مستمر في أصابع اليدين، يبدأ غالبًا بالإبهام والسبابة.
  • إحساس بالخدر عند الاستيقاظ من النوم أو بعد استخدام اليد لفترة طويلة.
  • ضعف في القبضة أو صعوبة في الإمساك بالأشياء الصغيرة.
  • ألم نابض أو حارق في اليدين أو الرسغين.
  • الشعور بثقل في الذراع أو عدم القدرة على رفع الأشياء بسهولة.
  • فقدان الإحساس بالحرارة أو البرودة، مما يعرض الشخص للحروق أو الإصابات دون أن يشعر.
  • ارتعاش بسيط في الأصابع أو اليدين نتيجة ضعف الإشارات العصبية.

علاج التهاب الأعصاب الطرفية

يعتمد علاج التهاب الأعصاب الطرفية على تحديد السبب أولًا، ثم معالجة الأعراض المصاحبة باستخدام الأدوية، المكملات، العلاجات الطبيعية، أو حتى تعديل نمط الحياة، وبالتالي تهدف الخطة العلاجية إلى تقليل الألم ثم تحسين حركة العضلات، والحفاظ على كفاءة الجهاز العصبي، وتتمثل أنواع العلاج ما يلي:

أولًا: العلاج الطبي التقليدي

  • أدوية لتسكين الألم العصبي: مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Amitriptyline)، ومضادات التشنج (Gabapentin أو Pregabalin)، والتي تقلل من نشاط الأعصاب الزائد.
  • المسكنات الموضعية: مثل الكريمات التي تحتوي على مادة الكابسايسين أو ليدوكائين، وتُوضع على المناطق المتأثرة لتخفيف الشعور بالحرقة والتنميل.
  • علاج السبب الأساسي: مثل السيطرة على نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري، أو علاج العدوى أو الأمراض المناعية إن وُجدت.
  • العلاج الطبيعي والعلاج الحركي: للمساعدة في تقوية العضلات المتأثرة وتحسين التوازن وتجنب السقوط.
  • في بعض الحالات الشديدة: قد يُستخدم التحفيز الكهربائي للعصب أو التدخل الجراحي في حال وجود ضغط عصبي مزمن.

ثانيًا: علاج التهاب الأعصاب الطرفية في المنزل

العلاج المنزلي يُعد وسيلة مهمة للمساعدة في تخفيف الأعراض خاصةً عند دمجه مع العلاج الطبي، ويعتمد بشكل أساسي على العادات اليومية السليمة، منها:

  • التمارين الخفيفة المنتظمة: مثل المشي أو تمارين الإطالة لتحفيز تدفق الدم وتقوية الأعصاب.
  • الكمادات الدافئة والباردة: لتخفيف الألم والوخز.
  • التدليك: يُحسن من الدورة الدموية في الأطراف ويُقلل من التقلصات العضلية.
  • نقع القدمين في ماء دافئ وملح إنجليزي (Epsom Salt): يساعد على تهدئة الأعصاب.
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة: لتقليل الضغط على الأعصاب الطرفية.
  • نظام غذائي صحي: غني بالفيتامينات والمعادن، وقليل السكر والدهون المشبعة.

ثالثًا: علاج التهاب الأعصاب الطرفية بالأعشاب

يُعد العلاج بالأعشاب من الوسائل الداعمة لتقليل أعراض التهاب الأعصاب الطرفية، وقد أثبتت دراسات طبية حديثة فعالية بعض النباتات والمكملات الطبيعية في تحسين كفاءة الأعصاب، وتقليل الالتهاب، وتسكين الألم.

  • الكركم: يحتوي على مادة الكركومين التي تُقلل الالتهاب وتُساعد في حماية الأعصاب من التلف.
  • حمض ألفا ليبويك: مضاد أكسدة قوي يُحسن وظائف الأعصاب ويُخفف الألم الناتج عن السكري.
  • الجنكة بيلوبا: نبتة تُعزز تدفق الدم للأطراف وتُخفف من التنميل وضعف الإحساس.
  • زيت زهرة الربيع المسائية: غني بحمض GLA الذي يُساعد في تخفيف آلام الأعصاب وتحسين مرونتها.
  • الزنجبيل: يعزز الدورة الدموية ويُقلل الألم بفضل خصائصه المضادة للالتهاب.
  • فيتامينات B1 وB6 وB12: ضرورية لتغذية الأعصاب وتجديد الألياف العصبية التالفة.
  • نبتة سانت جون: تُستخدم لتهدئة الألم العصبي المرتبط بالتوتر أو الاكتئاب.

التعامل مع التهاب الأعصاب الطرفية يبدأ بالفهم السليم وينتهي بالاختيار الذكي للعلاج، فكل عرض له دلالة، وكل سبب له حل، لكن الوصول للمعلومة الدقيقة هو أول خطوة في طريق التعافي،  وإن كنت صاحب منصة طبية أو تعمل في مجال الرعاية الصحية، فالمعلومة وحدها لا تكفي إن لم تصل بلغة صحيحة ومحترفة، وهنا يأتي دور نادي الترجمة، لنقدم لك ترجمة طبية احترافية تصل بجودة المحتوى إلى مستوى الثقة والمصداقية، تواصل معنا اليوم وابدأ مشروعك الطبي بجودة لا مثيل لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جدول المحتويات

Scroll to Top